أُقتلوا حماس أو إطرحوها أرضاً

أُقتلوا حماس أو إطرحوها أرضاً


عمــاد عــودة


كدأب أُخوة يوسف عليه السلام عندما لم يَخْلُ لهم وجه أبيهم عليه السلام فيوسف كان مفضلا عند أبيه وخطرا على حظوتهم وطريقة عيشهم . أبوهم كان نبيا يعلم من الله ما لا يعلمون . قتل يوسف أصبح هاجساً ومطلباً ملحا لدى البعض منهم وإن فضل البعض الآخر تغييب يوسف عِوضا عن الخوض في دمه ، فكان الرأي بالاجماع ان يلقوا بيوسف في غيابة الجب وينتهي معه التهديد الذي ينغص عليهم عيشهم الصعب اصلاً ناهيك عن حظوتهم المهددة لدى أبيهم .

فكروا وقدروا ومكروا ونفذوا , ومكر الله والله خير الماكرين , أرادوا أن يغيب يوسف عن مشهد حياتهم ظناً منهم أن ذلك سيخدم مصالحهم في تلك الظروف ، ولو علموا من الله ما علمه أبيهم لحالوا دون قتل يوسف ولو بأهليهم وأنفسهم إن لزم الأمر, فيوسف لما عاد للمشهد بعد سنين كان نورا يهديهم ومعينا على شظف العيش وشح الرزق . هل كانوا سيتآمرون على يوسف لو علموا بالبقرات السبع السمان اللاتي يأكلهن سبع عجاف والسنبلات السبع الخضر الأُخر اليابسات ؟. هل كانوا سيتآمرون على يوسف لو علموا أنه سيملك خزائن الأرض في السبع الشداد ..
أليوم يعود يوسف مرة اُخرى وله من الاخوة ما يضيق المجال عن حصره , لكن يوسف اليوم ليس رجلا يأكل الطعام ويمشي في الأسواق , يوسف اليوم فكر وعقيدة وجهاد . أما اخوته فأبوهم ليس بالنبي وإن كانوا ينطقون بلغة سيد الأنبياء والمرسلين , أُخوة يوسف اليوم مكروا كالذين من قبلهم وألقوا بيوسف في غيابة الحصار.

يوسف اليوم هو حماس أحمد ياسين من بني فلسطين , اسم ثلاثي صحيح وغير قابل للصرف , نَفَسٌ إسلامي عقيدته جهاد لا يساوم ولا يركع لغير الله . يوسف اليوم قامةٌ لا تخطئها العين وأُخوتة راكعون تحت ضغوط الظروف وأوهام المرحلة .
ألمطلوب اليوم قتل يوسف مرة أُخرى فغيابة الجب أو غيابة الحصار لم تقتل يوسف بعد ولا يبدو أنها ستفعل في القريب المتاح , مكر اليوم أنتج فكرة جديدة , تعالوا نقتل يوسف أو نطرحه أرضا بالسياسة ولنسمي ذلك حكومة توافق وطني .
في الماضي القريب أنتجت غيابة الجب الأوسلوي جيلا فلسطيني اللكنة والمظهر صهيوني القلب والنخاع وذلك بعد أن التقطه سيارة دايتون وألبسوه المسوح العربية وأكملوا زيه بالكوفية الفلسطينيه وأعطوه من ألأسماء ما بدأ بعباس الى سلام الى ياسر مرورا بعبد الله , عربي السمات صهيوني الهوى .

إلقاء حماس اليوم في جب السياسة هو عين المطلوب ، السيد محمود رضا عباس ميرزا يريد حكومة توافق وطني لا تأتي بحصار وتوافق على أوسلو والرباعية واشتراطات دايتون وحواجز شارون وجدار أبو علاء ومستوطنات قريع . أي لون وأي طعم سيبقى لحماس ( يوسف اليوم ) إن نكثت حرثها بأيدي أبنائها وهدمت ثوابتها التي بنتها بأجساد الشهداء من قادتها قبل غيرهم وأنات جرحاها وعتمة سجون أسراها لدى رام الله وتل الربيع . هل قتل حماس بالسياسة أضحى هو السبيل بعد أن تعذر قتلها بجب الحصار أولا ثم باليورانيوم النضدد ثانيا ثم بالاعمار ثالثا وليس أخيرا .؟

يا أهل أوسلو تعالو نأخذ سويا درسا من القرآن العظيم , أعملوا عقولكم وطهروا قلوبكم وتوضئوا ولو على سبيل التغيير واستخلصوا الدرس من اخوة يوسف , فالذي رماه اخوته في غيابة الجب ذات ليلة عاد ليكون معينا وناصرا ومستغفرا وملكا على خزائن الأرض في ذلك الزمان , فهل وصلتكم الفكرة أم على قلوب أقفالها .

لا تلقوا بحماس في غيابة جب جديد ووفروا على أنفسكم خطيئة أخرى تضاف الى خطاياكم الكثيرة من أوسلو الى إغلاق المعابر، وأركنوا الى قدر الله وقدرته وثقوا بأن الذي أعاد يوسف من غيابة الجب قديما سيعيد حماس من وحشة الحصار الجديد وغيابة الجب السياسي وسوف تكون حماس أول من يستغفر لكم الله, خلوا بين فكر حماس الجهادي وبين الناس وأفتحوا لها كل العقول وكل القلوب وكل المعابر فهي حبل من الله فيه النجاة لكم وللناس واستودعوا الله ولو موقفا واحدا شريفا تلقون الله به والله غفور رحيم